منتدى قروب اخبار الثورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

آية الله قاسم: ما أشقى وطناً أخوف ما تخاف حكومته من شعبه‬

اذهب الى الأسفل

آية الله قاسم: ما أشقى وطناً أخوف ما تخاف حكومته من شعبه‬  Empty آية الله قاسم: ما أشقى وطناً أخوف ما تخاف حكومته من شعبه‬

مُساهمة  Admin الجمعة يونيو 01, 2012 8:33 pm

آية الله قاسم: ما أشقى وطناً أخوف ما تخاف حكومته من شعبه‬  133855185724


سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله






واصفاً مرتكب مجزرة الحولة المرعبة بالدونيّة وأكبر الإجرام

آية الله قاسم: ما أشقى وطناً أخوف ما تخاف حكومته من شعبه‬







خطبة الجمعة (506) 10 رجب 1433هـ 01 يونيو 2012م ـ جامع الإمام الصادق (عليه السلام) بالدراز.
• الخطبة الثانية:ـ


أمّا بعدُ أيّها الأحبّة في الله فهذا يومٌ مُبارَك من أيّام الأمّة المؤمنة, هو يوم ولادة الإمام التاسع - الإمام الجواد- عليه السلام, الذي كان مُعجزةً من بين معاجز أهل هذا البيت الطاهرين عِلماً وتقوىً وعملاً وأهليّةً للإمامة الإلهيّة الشّاملة...صلواتُ الله وسلامه عليك يا رسول الله وعلى آلك الطيّبين الطاهرين, وبارك الله لكم جميعاً بهذا الشهر المُبارك والأشهر بعده وبهذه المناسبات الميمونة السعيدة المباركة.
والآن إلى بعضِ عناوين:

خيانةٌ للدّين والأمّة:
أيّ نظامٍ سياسيّ أيّ حكومة أيّ معارضة أيّ مؤسسة أيّ شخصٍ يعمل على زرع روح الكَراهة بين أبعاض الأمّة بين قوميّاتها بين طوائفها بين أقطارها وعلى تمزيق صفوفها وتأجيج الأحقاد بين مكوّناتها, إذا استبعدنا جهله بسوء ما يفعل فلا يمكن أن يُوصَف إلّا بالخيانة العظمى للدّين والأمّة, فليس هناك مكرٌ بالأمّة والدّين أخبثُ من هذا المكر ولا إضعافٌ لهما أشدّ من هذا الإضعاف.

والمُصيبة مُصيبة حكوماتٍ كثيرةٍ اليومَ ترى أنّ في هدم وحدة المسلمين في بلدٍ أو أعمّ من بلد, وبعثرة كيانهم ودخولهم في حروبٍ كلاميّة وحروب دماءٍ حمايةً لوجودها [1], وقطعاً للطريق على أيّ تغييرٍ سياسيٍّ في صالح الشعوب, وإبقاءاً لمكاسبها المحرّمَة التي تقوم على نهب ثروة الأوطان وإذلال إنسانها وإلغاء كرامته.

ووراء هذه الحكومات قوىً أجنبيّةٌ متربّصةٌ بالأمّة لِما ترى في نهضتها ونموذج حضارتها ما يُسقط قيمة النموذج الحضاريّ المادّي على تقدير انبعاثه بقوةٍ وصدق وتجسّده على ما هو عليه من أصالةٍ على الأرض ولما تُقدّر فيه من جاذبيّةٍ لشعوب العالم وقدرةٍ على استقطاب الضمير الإنسانيّ والطموح البشريّ بصورةٍ هائلة ; ممّا يجعلها -تلك القوى- تخسر مواقعها الماديّة المتقدّمة وتندحرُ أمام زحف الإسلام العظيم.

هذه القوى تعمل جاهدةً على تفتيت وحدة الأمّة وإشعال الفتن المذهبيّة والطائفيّة والقوميّة والإقليميّة بين أبنائها, وتوظّف كثيراً من الحكومات والمؤسسات والفئات والحركات والأشخاص من أجل إحداث الفتن الداخليّة في إطار الأمّة وإشعال نارها.

أمّا من آمن بالإسلام حقّا وعرف ما أعطته الشهادتان من حصانةٍ لدم المسلم وعرضه وماله وأنّه لا إكراهَ في الدّين, ووعى ما تعنيه الكلمة الواحدة من إسهامٍ ولو بسيطٍ في إحداث الفتنة بين المسلمين من إثمٍ كبير فإنّه يصبر على كلّ أذىً يتلقّاه من مُغرض ومُستأجر أو جاهل مهما كان دون أن يرتكب جِنايَةً في حقّ الإسلام والمسلمين بأن يقول كلمةً مفرِّقة.

ولو وعى أبناء الأمّة المسلمة ما تفعله الآراء والكلمات المشتّتة للأمّة, المُحطِّمة لكيان وحدتها من آثارٍ تدميريّة هائلةٍ لمصالح دينها ودُنياها ; لألقَمَ أتباع كلّ مذهبٍ وطائفةٍ وقوميّةٍ وبلدٍ منهم حجراً لكلّ مُتفوّهةٍ من أبناء انتمائهم بكلمةٍ عابثةٍ بوحدة أبناء الكتاب الواحد والرسول الواحد صلّى الله عليه وآله وسلّم والقِبلة الواحدة والفرائض الدينيّة المُشتركة ولم يسمعوا له كلمة.




مجزرة الحولة:
مجزرةٌ مرعبةٌ لدمها وأشلائها وبشاعتها وفظاعة أسلوب القتل فيها, وهي مرعبةٌ أكثر من ذلك بما تعنيه من قسوة قلوب, موت ضمائر, نفوس قد خلت حتّى من الحسّ الإنسانيّ, بهيميّة أشدّ من بهيميّة البهائم, وحشيّةٍ أغلظ من وحشيّة الحيوان, غيابٍ لأيّ قيمةٍ دينيّة لأدنى عاطفة رحمة لما تعنيه من دواخِلَ أجفّ من أرض الصحراء الحارقة أصلب من الصخر أخبث من الصديد.

لا يهمّ أن يكون من هو الذي فعل هذه المجرزة المروّعة بكلّ ما تحمله من معاني الخسّة والإنحطاط, وما تسيء به إلى إنسانيّة الإنسان وتحطّ من مستواها وتضرّ بالدّين أكبر الضرر أن يكون هذا الطرف -لايهمّ - أو ذاك, كان هذا أو ذاك فإنّ ذلك لا يغيّر من واقع هذه الخسّة والإنحطاط شيئا ولا يعفي أيّ إنسانٍ من التبرّء منه [2] وإدانته والحكم على الفاعل بالدونيّة وأكبر الإجرام.

وأيّ إسلامٍ تقدّمه مثل هذه الأفعال الإجراميّة البشعة التي تهزّ الضمير الإنسانيّ كلّه لشعوب العالم الأخرى وأممه وهي تُرتكبُ في أوساط هذه الأمّة على يد من ينتمون إليها؟ إنّه إسلامٌ منفّرٌ مقزّزٌ يُثير الغثيان, تبرأ منه الفطرة [3], تتنزّه عنه السماء, يكفرُ به النبيّون والمرسلون, يُعاقبُ عليه الإسلام[4].




خيارٌ خاطىء:
يهمّ الحكومات أن تبقى على كراسيها وتُطيل من عمر سلطتها ما تستطيع, وتُحصّن وجودها ما أمكن من أيّ اهتزازٍ يهدّد استمرارها فيما تتمتّع به من حُكم [5].

من الحكومات من تحاول المصالحة مع شعوبها بدرجةٍ وأخرى وطريقةٍ وأخرى وتكسب ودّها وثقتها وتأمَن جانب هذه الشعوب, ويكثرُ هذا في الحكومات المنتخبة التي لا تعتمد في وجودها على العمالة للخارج وتلقّي الدعم منه في مقابل خدمة مصالحه والسّير في ركب سياسته[6] .

أمّا الحكومات القسريّة فالغالب فيها أنّها لا تعطي قيمةً لشعوبها, وتعتمد في استمرار فرض السيطرة عليها على أسلوب القوّة والاستضعاف والاستنزاف وتوظيف كلّ ما تتطلّبه عمليّة قمع الشعب وإرعابه وتفريق كلمه وإسكات صوته من مبالغ ضخمة من ثروة الوطن التي تضع يدها عليها [7] وتستفزّ إرادته.

يحتمي هذا النّمط من الحكومات والأنظمة من الشعوب بأسلوب العنف والقوّة والاستضعاف والاستنزاف والتفريق والإخافة والرّعب إلى جنب الاحتماء بأنظمةٍ من الخارج يرى فيها القدرة على توفير الدعم لأمنه واستمراره فيتيح لها بذلك أن تتحكّم في مصيره تحكّمها في مصير الشعب والوطن والثروة.

وهذه الحكومات تُوقِعُها سياسَتُها في خَوفَيْن:
• داخليٍّ ناشىءٍ من عدم ثقتها في الشّعب لما تعرفه من تنكيلها به ومعاداتها لمصالحه وقسوتها عليه واستهدافه.

• وخارجيٍّ لتمكينها قوى الخارج من التحكّم في مصيرها من دون أن تجد استغناءاً عن الاستستلام له وهي تُعادي شعوبها.
وثروة الوطن في مثل هذا الوضع تتوزّعها ألوانٌ عديدةٌ من الهدر ووجوه الإفساد.
من ذلك:
1. الإنفاق على تحطيم الشعب وشراء باعة الدّين والشّرف والأوطان استعانةً بهم على كلّ الشُّرفاء والمُستَضعَفين.
2. استئثار الحكومة نفسها بأكبر قدرٍ يمكنها الاستئثار به من هذه الثروة.
3. استرضاء الدّاعم الخارجيّ بما يُشبع نَهَمَه ولو باسم شراء السّلاح وتطوير القوّة العسكريّة.


أمّا الشعب فله الحرمان والسجن والسّوط والقمع والعذاب, والحكومة باختيارها هذا الطريق الشائك الخاسر ترى أنّ التهديد يأتيها من الدّاخل الذي تُعاديه ومن الخارج الذي تحتمي به, وسبيلها الوحيد عند ذلك للإبقاء على وجودها إعطاء مزيدٍ من التنازلات المتتابعة بما يُرضي الأجنبيّ الذي يُمسِك بنفسها ولا تستطيع أن تعصي له أمراً وتتمرّد عليه إلا أن تدخل في مُجازَفة الانتحار [8] وهكذا تفعل أكثر الحكومات العربيّة وحكومات المسلمين بنفسها وشعوبها وأوطانها لتستعبد الجميع وتضعهم بقبضة الأجنبيّ, فما أضلّه من طريقٍ تأخذ به هذه الحكومات الحكيمة الرشيدة الوطنيّة الوفيّة المُخلصة !

ما أشقى وطناً أخوف ما تخاف حكومته من شعبه, وأكبر التركيز لتفكيرها على التفنّن في أساليب إضعافه ومن أكثر ما تستورده وتنفق عليه أدوات قمعه ; ذلك لأنّها أمعنت وتمعن في ظلمه ولا تريد أن تعدل عن هذا الظلم وتعامل شعبها بالانصاف وتعترف بقيمته وحقّه ومكانته فلا تثق به... ومؤسفٌ جدّاً أن يكون وطننا مثالاً صارخاً لهذا الوطن المنكوب.


Admin
Admin

المساهمات : 244
تاريخ التسجيل : 25/04/2012

https://grobthawra.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى